منتدى الأحياء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يمكنك من خلال هذا الموقع أن تستفيد من أبحاث الأخرين في مجال علم الاحياء وكذلك يمكنك أن تحمل أوراق عمل ودروس من خلال هذا الموقع ...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علم الأحياء الدقيقة في حياة كل إنسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد علاء




المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 01/12/2009

علم الأحياء الدقيقة في حياة كل إنسان Empty
مُساهمةموضوع: علم الأحياء الدقيقة في حياة كل إنسان   علم الأحياء الدقيقة في حياة كل إنسان I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 03, 2009 10:51 am

علم الأحياء الدقيقة في حياة كل إنسان






بسم الله الرحمٰن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله سيد الأولين والآخرين وعلى آله الطاهرين الطيبين، أما بعد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) الأعراف: ٤٣


يقول تعالى في كتابه الحكيم: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ) الحاقة: ٣٨ - ٣٩، آية من آيات القرآن الكريم فيها دلائل إعجازية من الله العلي القدير يبين لنا من خلالها أن هذا المحيط الذي نعيش فيه مليء بالأشياء التي نستطيع رؤيتها بالعين المجردة والتي لا يمكن رؤيتها بالعين وحدها، فقد كان من المستحيل للإنسان تخيل وجود بعض العوالم الخفية في العصور الغابرة، وهذه هي الحكمة الإلهية: لكل وقت مميزاته وخصائصه، حتى يبقى القرآن الكريم صالحا لكل زمان ومكان. وبمرور الوقت وتطور العلوم اخترع الإنسان المنظار لرؤية المجرات والكواكب البعيدة، كما اخترع المجهر لرؤية الأحياء الدقيقة واكتشاف عالمها المثير.

يعتبر عالم الكائنات الدقيقة من العوالم المجهولة على الإنسان، لأنه لم يُكتشف إلا في القرن السابع عشر ميلادي، ولم تعرف أهميته إلا في القرن التاسع عشر. وقتها حصلت ثورة كبيرة في هذا العلم فظهرت دراسات تطبيقية ونظرية لمعرفة أعمق للكائنات الدقيقة، بفهم عملها وأهميتها ودرجة خطورتها وطرق انتشارها وتكاثرها وكيفية القضاء عليها، ولا زالت الأبحاث تتطور بشكل سريع إلى يومنا الحالي.

وبالرغم من أهمية هذا العلم في حياة البشر من أجل صحتهم وبقائهم، إلا أنه لا زال مجهولا عند الأغلبية منهم. أما المتخصصون في علم الكائنات الدقيقة فلهم دراية كبيرة بخطورة الجراثيم وبذلك يمكن لهم تفادي العدوى والأمراض الناتجة عنها بالتعقيم واستعمال ألبسة خاصة وغيرها من الطرق الصحية، فالوقاية هنا أفضل من العلاج الذي قد يكون في العديد من الحالات مستحيلا.

أما العوام من الناس فأغلبيتهم لا تعرف من الأمر إلا القليل، وتجهل ماهية الكائنات الدقيقة وأماكن تواجدها وانتقالها وكيفية العدوى وطرق التنظيف والتعقيم لبعض الأشياء المستعملة يوميا، بالإضافة إلى إهمال خطورتها في بعض الأحيان وما يمكن أن تسببه للإنسان، وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجرثومية، ثُم انتشارها ومن ثَم ظهور الأوبئة، كالذي حدث منذ بضع سنين والذي يحدث في أيامنا هذه من أنفلونزا الطيور والخنازير، ومن يدري ماذا يمكن أن يحدث غدا.

فكما يقال في المثل: (يَفْعَلُ الجَاهِلُ بِنَفْسِهِ مَا لاَ يَفْعَلُ العَدُوبِعَدُوِّهِ)، لأنّ الجهل واللامبالاة في هذا الميدان يؤدي حتما إلى كوارث إنسانية. وفي هذا أمثلة كثيرة؛ كانتقال الأشخاص المرضى من مكان إلى آخر والذي يؤدي إلى نشر المرض (حالة الأنفلونزا القاتلة)؛ عدم تنظيف وتعقيم الأدوات المعدنية المستعملة في الحلاقة والختان والحجامة والإبر بشكل سليم والذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بفيروسات عديدة كالإلتهاب الكبدي (ب) و(س)، السيدا وغيرها؛ اللامبالاة في تنظيف المحيط والذي يتسبب في العديد من الأمراض الطفيلية والبكتيرية كالطاعون والبلهارسيا واللشمانيا والسل. وهناك العديد من الأمثلة التي تحدث هنا وهناك.

بالرغم من التطور الكبير الذي عرفه مجال المعالجة المضادة للميكروبات منذ اكتشاف البنسلين عام 1928 من طرف العالم الإنجليزي Alexandre Fleming، إلا أن عدم معرفة حقيقية بعلم الأحياء الدقيقة أدى إلى القضاء على أعمال وأحلام الباحثين في التخلص نهائيا من الآفات المُعدية، بسبب ظهور أنواع جديدة من الجراثيم أكثر مقاومة للأدوية وأكثر خطورة، وهذه قاعدة علمية معروفة عند الكائنات الدقيقة.

لذلك أصبح من الواجب معرفة هذا العالم العجيب، وتعلم كيفية الوقاية منه وطرق النظافة والطهارة والتعقيم من منظور علمي وديني، حتى وإن لم نكن في مجال التخصص، فقد قال جل وعلى: ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) طه: ١١٤، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والواجب هنا هو حفظ الصحة وحفظ حياة البشر خاصة.

تعتبر الأوبئة من أخطر الكوارث التي تصيب المجتمعات في الماضي والحاضر، ويؤدي انتشارها إلى هلاك الآلاف من الأشخاص في وقت قصير، مع إضعاف خزينة الدول بسبب اقتناء الأدوية (خصوصا للبلدان الفقيرة) وكذلك تكاليف الرعاية الصحية. ولكن ما هي الأمراض المعدية؟ وكيف يمتد انتشارها؟ وكيف يمكن توقيفها؟ وما هي الحلول الممكنة لتفادي مثل هذه المشاكل؟ تساؤلات عديدة يمكن الإجابة عنها وحلها بتطبيق تعاليم ديننا الحنيف وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة، فقد قال ربنا: ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) الذاريات: ٥٠ - ٥١ ، وقال كذلك: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم: ٤١

إنّ الأمراض المعدية هي أمراض تصيب الكائنات الحية كالإنسان والحيوان والنبات، ويتسبب فيها أنواع مختلفة من الجراثيم سواء كانت بكتيريا، فيروسات أو طفيليات، بحيث يتواجد المرض في مكان محدد ثم ينتشر بواسطة عوامل عديدة من بينها: الهواء، الماء، التراب، الإنسان (السوائل الفيزيولوجية)، الحيوانات، الحشرات، الأدوات المعدنية... وغيرها من العوامل المحيطة، فالكائنات الدقيقة متواجدة في كل هذه الأمكنة بأعداد وأنواع متباينة. والأهم في كل هذا أن انتشار الجراثيم والأمراض يعود أساسا للعامل البشري بإهماله النظافة والطهارة، وعدم معرفة كيفية انتقال الجراثيم وأماكن تواجدها وطرق التعقيم.

وفيما يلي تعاليم ديننا الحنيف من آيات وأحاديث في مسألة الطهارة، التي مارسها المسلمون الأوائل تعبدا لله وامتثالا لأوامره دون معرفة الجزء الخفي منها وهو الطب الوقائي والعلاجي الإسلامي.

لقد ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم الطهارة الباطنية والظاهرية للإنسان وكذلك طهارة المكان، حتى يمكن تفادي الإصابة بالأمراض عموما، حيث يقول تعالى في طهارة القلب: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) التوبة: ١٠٣، ويقول تعالى في آية أخرى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب: ٥٣، فالمؤمن الحق طاهر قلبا وقالبا. أما في طهارة الجسد فيقول تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) التوبة: ١٠٨، ويقول كذلك: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة: ٢٢٢ ، وفي طهارة الملبس يقول تعالى: (وثيابك فطهر) المدثر: ٤ ، وفي آية أخرى يبين الله تعالى كيفية الطهارة حيث يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة: ٦ ، وفي آية أخرى يبين الله تعالى أهمية الطهارة لاتقاء الفواحش حيث يقول: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) الأعراف: ٨٢. أما في طهارة المكان فيقول جلت قدرته: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) البقرة: ١٢٥. وما هذه إلا أمثلة من دلائل ضمنية في القرآن الكريم على وجود ما يمكن أن يتسبب في المرض، لذلك وجبت الطهارة التي هي أساس حياة الإنسان، وبانعدام الطهارة والنظافة يتعرض الإنسان ومجتمعه للأخطار، والمؤمن لا يتسبب في إذاية نفسه أو غيره.

كما نجد في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يبين كذلك أهمية النظافة والطهارة والطرق الصحيحة لتحقيقها، وهي كذلك دلائل إعجازية تبين ضمنيا وجود عالم من الكائنات المُمْرضة والتي يجب اجتنابها لحفظ الصحة والحياة. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه) رواه مسلم، وقال كذلك: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده) رواه مسلم، فهذا تبيان لأهمية النظافة وإمكانية وجود المرض في الأيدي والأنف أحد أهم مخازن الجراثيم في الجسم. وفي مسند البزار: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنّ الله طيب يجب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم، ولا تشبهوا باليهود يجمعون الأكب في دورهم)، وصح عنه أنه قال: (إن لله حقاً على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، وإن كان له طيب أن يمس منه)، وقد روى مسلم في صحيحه: من حديث جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء)، وهذه إشارات عامة لوجود ما يمكن أن يتسبب في المرض، فيعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية تفاديه، حيث يقول في أحاديث أخرى: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) رواه مسلم، وقال أيضا: (الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أَو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأَرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأَرض وأَنتم بِها فلا تخرجوا فرارا منه).

وفي الختام وجب على المؤمن أن يتفكر ويتدبر في آيات الله القدير وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تأخذ بأيدينا إلى العلم. فهذه بضع أمثلة من الكتاب والسنة والتي لا يتسع المجال لذكرها جميعا، تحث على الطهارة لاتقاء الأمراض والأخطار الصحية وتُعْلمنا بوجود عوالم أخرى.

قال تعالى : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف: ٥٢

(رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة: ١٢٧

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علم الأحياء الدقيقة في حياة كل إنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم الأحياء
» علم الأحياء
» علم الأحياء النشوئي
» علم الأحياء الأعضائي
» * علم الأحياء الخلوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأحياء :: الصف العاشر-
انتقل الى: